اعلم أن الملك كله بيد الله
لو علم أن الملك كله بيد الله، خالقه ومدبر أمره، يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد، يؤتي الملك من يشاء وينزع الملك ممن يشاء، ويعز من يشاء ويذل من يشاء، بيده الخير وهو على كل شيء قدير، إن شاء أغنى الفقير وأفقر الغني، وقوى الضعيف وأضعف القوي، وشفى المريض، ويسر على المعسر، وأعز الذليل وأذل العزيز، وقد يغيث الملهوف، وينفس عن المكروب، وقد ينصر المظلوم وقد يستدرج الظالم ويملي له سنين حتى يتوهم أن الله قد نسيه! وقد يأخذه في لمح البصر أو هو أقرب، يفعل ذلك بأسباب معتادة معروفة، وقد يفعله بأسباب غير مألوفة، لا حجر على مشيئته، ولا ينازعه أحد في سلطانه.
والله - سبحانه وتعالى - عليم خبير بصير بعباده يعلم أمرهم ويقدر لكل منهم ما فيه صلاحه، يقول رسول الله –صلى الله عليه واله وسلم- في الحديث القدسي: ((يقول الحق - تبارك وتعالى -: إن من عبادي من صلاحه في الغنى فلو أفقرته لفسد حاله، ومن عبادي من صلاحه في الفقر فلو أغنيته لفسد حاله، ومن عبادي من صلاحه في العافية فلو أمرضته لفسد حاله، ومن عبادي من صلاحه في المرض فلو عافيته لفسد حاله))
لو علم أن الدنيا دار ابتلاء وامتحان، فقد خلق الله - تعالى - الموت والحياة، والسماوات والأرض، وزين الأرض بما عليها، لابتلاء واختبار خلقه،
قال - تعالى -: (الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملاً) [سورة الملك:2].
وقال: (وهو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام وكان عرشه على الماء ليبلوكم أيكم أحسن عملاً) [سورة هود: 7].
وقال: (إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها لنبلوهم أيهم أحسن عملاً) [سورة الكهف: 7].
ويبتلى الله - سبحانه وتعالى - العباد بالنعم كما يبتليهم بالمصائب،
قال ابن عباس –رضي الله عنهما-: "بالشدة والرخاء، والصحة والسقم، والغنى والفقر، والحلال والحرام، وكلها بلاء"،
قال - تعالى -: (ونبلوكم بالشر والخير فتنة..) [سورة الأنبياء: 53].
وقال: (فأما الإنسان إذا ما ابتلاه ربه فأكرمه ونعّمه فيقول ربي أكرمن * وأما إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول ربي أهانن) [سورة الفجر:51-61].
والكل مبتلى
قال - تعالى -: (آلم * أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون* ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين) [سورة العنكبوت:1-3]،
وقال: (إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله..) [سورة آل عمران:140].
تشير الآية الكريمة إلى أننا لسنا أول العباد ولا أخرهم نصاب بالضراء، فكثير من قبلنا أصابهم البلاء.
((أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل، يبتلى الرجل على قدر دينه؛ فإن كان في دينه صلابة اشتد بلاؤه، وإن كان في دينه رقة ابتلي على قدر دينه، فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض وما عليه خطيئة)).
ومن هذا الحديث الشريف نفهم أن أصحاب البلاء هم أهل الإيمان، وكلما زاد الإيمان زاد البلاء.
أن رسول الله –صلى الله عليه واله وسلم- قال: ((من يرد الله به خيراً يصب منه))
ولله في ابتلاء عباده حكم، منها:
ليعلم الله المجاهدين والصابرين،
قال - تعالى -:(أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين) [سورة آل عمران:241]،
وقد يكون هذا البلاء تكفيراً لذنوب وخطايا أقترفها الإنسان،
يقول –صلى الله عليه واله وسلم-: ((ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه))
ومن تعب هنا ارتاح هناك، وأعقل الناس هم الذين يعملون للآخرة لأنها خير وأبقى، وإن أحمق وأبله هذه الخليقة هم الذين يرون أن هذه الدنيا هي قرارهم ودارهم ومنتهى أمانيهم، هؤلاء المتعلقون بالدنيا العاشقون لها الراكنون إليها، أشد ما على قلوبهم فوت حظوظهم منها وتنغيص راحتهم فيها، فلذلك تعظم عليهم المصائب وتكبر عندهم النكبات، فتجدهم أجزع الناس عند المصائب، وأندمهم عند الحوادث، ولو أنهم خلعوا حجاب الران عن قلوبهم، وغطاء الجهل عن عيونهم لحدثوا أنفسهم بدار الخلد ونعيمها ودورها وقصورها، ولسمعوا وأنصتوا لخطاب الوحي في وصفها، أنها والله الدار التي تستحق الاهتمام والكد والجهد،
هل تأملنا طويلاً وصف أهل الجنة بأنهم لا يمرضون ولا يحزنون ولا يموتون، ولا يفنى شبابهم ولا تبلى ثيابهم، في غرف يرى ظاهرها من باطنها، وباطنها من ظاهرها، فيها ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، يسير الراكب في شجرة من أشجارها مائة عام لا يقطعها، طول الخيمة فيها ستون ميلاً، أنهارها مطردة، قصورها منيفة، قطوفها دانية، عيونها جارية، سررها مرفوعة، أكوابها موضوعة، نمارقها مصفوفة، زرابيها مبثوثة، تم سرورها، عظم حبورها، فاح عرفها، عظم وصفها، منتهى الأماني فيها،
فأين عقولنا لا تفكر؟ وما لنا لا نتدبر؟
والله - سبحانه وتعالى - عليم خبير بصير بعباده يعلم أمرهم ويقدر لكل منهم ما فيه صلاحه، يقول رسول الله –صلى الله عليه واله وسلم- في الحديث القدسي: ((يقول الحق - تبارك وتعالى -: إن من عبادي من صلاحه في الغنى فلو أفقرته لفسد حاله، ومن عبادي من صلاحه في الفقر فلو أغنيته لفسد حاله، ومن عبادي من صلاحه في العافية فلو أمرضته لفسد حاله، ومن عبادي من صلاحه في المرض فلو عافيته لفسد حاله))
لو علم أن الدنيا دار ابتلاء وامتحان، فقد خلق الله - تعالى - الموت والحياة، والسماوات والأرض، وزين الأرض بما عليها، لابتلاء واختبار خلقه،
قال - تعالى -: (الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملاً) [سورة الملك:2].
وقال: (وهو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام وكان عرشه على الماء ليبلوكم أيكم أحسن عملاً) [سورة هود: 7].
وقال: (إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها لنبلوهم أيهم أحسن عملاً) [سورة الكهف: 7].
ويبتلى الله - سبحانه وتعالى - العباد بالنعم كما يبتليهم بالمصائب،
قال ابن عباس –رضي الله عنهما-: "بالشدة والرخاء، والصحة والسقم، والغنى والفقر، والحلال والحرام، وكلها بلاء"،
قال - تعالى -: (ونبلوكم بالشر والخير فتنة..) [سورة الأنبياء: 53].
وقال: (فأما الإنسان إذا ما ابتلاه ربه فأكرمه ونعّمه فيقول ربي أكرمن * وأما إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول ربي أهانن) [سورة الفجر:51-61].
والكل مبتلى
قال - تعالى -: (آلم * أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون* ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين) [سورة العنكبوت:1-3]،
وقال: (إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله..) [سورة آل عمران:140].
تشير الآية الكريمة إلى أننا لسنا أول العباد ولا أخرهم نصاب بالضراء، فكثير من قبلنا أصابهم البلاء.
((أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل، يبتلى الرجل على قدر دينه؛ فإن كان في دينه صلابة اشتد بلاؤه، وإن كان في دينه رقة ابتلي على قدر دينه، فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض وما عليه خطيئة)).
ومن هذا الحديث الشريف نفهم أن أصحاب البلاء هم أهل الإيمان، وكلما زاد الإيمان زاد البلاء.
أن رسول الله –صلى الله عليه واله وسلم- قال: ((من يرد الله به خيراً يصب منه))
ولله في ابتلاء عباده حكم، منها:
ليعلم الله المجاهدين والصابرين،
قال - تعالى -:(أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين) [سورة آل عمران:241]،
وقد يكون هذا البلاء تكفيراً لذنوب وخطايا أقترفها الإنسان،
يقول –صلى الله عليه واله وسلم-: ((ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه))
ومن تعب هنا ارتاح هناك، وأعقل الناس هم الذين يعملون للآخرة لأنها خير وأبقى، وإن أحمق وأبله هذه الخليقة هم الذين يرون أن هذه الدنيا هي قرارهم ودارهم ومنتهى أمانيهم، هؤلاء المتعلقون بالدنيا العاشقون لها الراكنون إليها، أشد ما على قلوبهم فوت حظوظهم منها وتنغيص راحتهم فيها، فلذلك تعظم عليهم المصائب وتكبر عندهم النكبات، فتجدهم أجزع الناس عند المصائب، وأندمهم عند الحوادث، ولو أنهم خلعوا حجاب الران عن قلوبهم، وغطاء الجهل عن عيونهم لحدثوا أنفسهم بدار الخلد ونعيمها ودورها وقصورها، ولسمعوا وأنصتوا لخطاب الوحي في وصفها، أنها والله الدار التي تستحق الاهتمام والكد والجهد،
هل تأملنا طويلاً وصف أهل الجنة بأنهم لا يمرضون ولا يحزنون ولا يموتون، ولا يفنى شبابهم ولا تبلى ثيابهم، في غرف يرى ظاهرها من باطنها، وباطنها من ظاهرها، فيها ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، يسير الراكب في شجرة من أشجارها مائة عام لا يقطعها، طول الخيمة فيها ستون ميلاً، أنهارها مطردة، قصورها منيفة، قطوفها دانية، عيونها جارية، سررها مرفوعة، أكوابها موضوعة، نمارقها مصفوفة، زرابيها مبثوثة، تم سرورها، عظم حبورها، فاح عرفها، عظم وصفها، منتهى الأماني فيها،
فأين عقولنا لا تفكر؟ وما لنا لا نتدبر؟